القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو علم المكتبات والمعلومات

يحظي مجال المكتبات والمعلومات باهتمام واضح في السنوات الأخيرة علي مستوي العالم أجمع، وذلك بعد أن تبين أن المعلومات والمؤسسات العاملة في هذا المجال تلعب دوراً هاماً في خدمة المجتمعات المتقدمة والنامية علي السواء، فهي داعمة لخطط التنمية وهي أساس البحوث والدراسات الناجحة، وهي فضلا عن كل هذا وراء كل قرار مناسب يتخذه الإنسان في أي موقع وفي أي مجال.


ولا نبالغ إذا قلنا أن (المعلوماتية) ليست مجرد تطور أحدثته تكنولوجيا الإتصال، ولكنها ثورة بكل معاني الكلمة، والتي سوف يكون لها آثار سياسية واقتصادية وثقافية بالغة الأثر، ومع تطور التكنولوجيا وتطور مفهوم علم المكتبات والمعلومات فقد تطورت مهنة أخصائي المعلومات،  ولعلنا لا نزايد حين نقول أن المكتبات والمعلومات هي أساس الثقافة وأساس العلم والتنوير، والمجتمع الذي لا يقرأ هو مجتمع لا يفكر ولا يريد أن يفكر.


تعريف علم المكتبات والمعلومات

هو العلم الذي يهتم بدراسة دورة حياة المعلومات بدءاً من مصدرها (المؤلف)، مروراً بالوعاء المستخدم في نقلها (الكتاب، المجلة .. الخ)، انتهاءاً بالشخص الذي يتلقى هذه المعلومات، وذلك بهدف وضع المعلومات المناسبة بين يدي المستفيد المناسب في الوقت المناسب بالقدر المناسب، وتحقيق الإستفادة القصوي من هذه المعلومات.


مراحل تطور علم المكتبات والمعلومات

مر علم المكتبات والمعلومات بكثير من التطورات عبر تاريخه نستطيع أن نوجزها في ثلاث مراحل : 

١- المرحلة التقليدية

بدأت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبالتحديد حوالي عام ١٨٧٦ عند تأسيس جمعية المكتبات الأمريكية وتميزت هذه المرحلة بإنشاء ميلفل ديوي مدرسة المكتبات بجامعة كولومبيا وظهور تصنيف ميلفل ديوي في طبعته الأولي عام ١٨٧٦ .

٢- المرحلة شبه التقليدية 

فيها تطورت نظم التحليل الموضوعي والنشر الببليوجرافي علي نطاق واسع وظهرت خدمة الإحاطة الجارية 

٣- المرحلة المتطورة (الآلية) 

بدأت نحو عام ١٩٧٠ وتميزت بإستخدام النظم الآلية في جمع ومعالجة وتنظيم واختزان المعلومات وإسترجاعها، كما أن هذه المرحلة كانت عند بداية ظهور علم المعلومات.


أهمية علم المكتبات والمعلومات

لا شك أن الأهمية الكبيرة لعلم المكتبات والمعلومات قد تبعه كثير من الاهتمامات والإتجاهات الحديثة في هذا المجال وخاصة فيما يتعلق بالتوجه الواسع نحو إستثمار التقنيات الحديثة للمعلومات والإتصالات في جمع ومعالجة وتخزين وإسترجاع المعلومات، وتناقلها عبر وسائل الإتصال فائقة السرعة.


  • علم المكتبات والمعلومات له أهمية كبيرة في تطور المجتمعات وتقدمها ومسايرة ركب العالم المتقدم، وللعاملين في مجال المكتبات وباحثي المعلومات دور كبير في المؤسسات الأكاديمية والمعلوماتية، كما يبرز دورهم لدي قطاعات مختلفة في المجتمع مثل قطاعات التعليم والصحة والثقافة، وغيرها من القطاعات.
  • للمكتبات دور هام في المجتمعات المتحضرة وتقدم رسالة سامية في رقي الأمم، وذلك من خلال إتاحتها لمصادر المعلومات والإنتاج الفكري ومن ثم نشر الثقافة الفكرية والعالمية علي جميع المستويات .ومن هنا برز إهتمام دول العالم المتقدم بالمعلومة وإعتبارها عصب الحياة وكان هذا أحد أسباب تقدمها وتطورها وإزدهارها.
  • المكتبات هي أحد معالم التقدم الفكري والثقافي والحضاري لدي شعوب العالم أجمع، وهي كنز المعلومات الذي يحفظ تراث الأمة وتاريخها، كما تساهم في حفظ التاريخ البشري وتسجيل إكتشافات العلماء علي مر العصور.
  • تعد المكتبات من أهم وسائل التواصل بين الناس فهي ملتقي الباحثين والمتخصصين ومحبي القراءة والإطلاع كما تساهم المكتبات من خلال المؤتمرات التي تعقد بين جيرانها في مناقشة قضايا المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها.

يعتبر الإهتمام بالمكتبات والمعلومات ظاهرة عالمية بدأت تتضح معالمها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. حيث يعتبر هذا الإهتمام بداية عصر جديد للبشرية هو عصر المعلومات وليس أدل علي هذا الإهتمام ما شهدته مرافق ومراكز المعلومات بكل فئاتها من تطورات وتغيرات جوهرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وخاصة في المجتمعات التي تعرف قدر وأهمية هذه المرافق، ومن ثم توليتها ما تستحق من رعاية واهتمام .


وقد شهد الربع الأخير من القرن العشرين عدد من التطورات في مجال المكتبات وبيئة المعلومات تمثلت في الثورة المعلوماتية بكل أبعادها، وتطور تكنولوجيا المعلومات بكل روافدها، وتلبية إحتياجات المستفيدين، بالإضافة الي تغير المنظور الاقتصادي والاجتماعي للمعلومات، ومن المنتظر أن يظل التطور الدائم سمة مميزة لمجتمع المكتبات والمعلومات.


سمات وخصائص مجتمع المعلومات

يتميز مجتمع المعلومات ببعض السمات والخصائص يمكن إيجازها في ما يلي : 


  1. أن المعلومات غير قابلة للاستهلاك أو التحول أو التفتت لأنها ذات طبيعة تراكمية.
  2. إن قيمة المعلومات تأتي من تنمية القدرات الإنسانية علي إختيار أكثر القرارات فعالية.
  3. إن السر في الأثر الإجتماعي والفكري العميق لتكنولوجيا المعلومات أنها تقوم علي أساس التركيز علي العمل الذهني، وزيادة الإبداع المعرفي وتنمية الفرص البديلة، والقدرة علي حل المشكلات والمساهمة الفعالة في الإتخاذ الصحيح للقرارات.

فروع علم المكتبات والمعلومات

يتفرع علم المكتبات والمعلومات إلى أربع تصنيفات رئيسية وهي:

١- خدمات المعلومات

تتمثل في الخدمات التي تقدمها المكتبة او مؤسسات المعلومات كالإعاره وخدمة الاطلاع الداخلي والاحاطة الجارية والتصوير و الاستنساخ والترجمة العلمية .. وغيرها من الخدمات الهامة.


٢- عمليات المعلومات (العمليات الفنية)

وهي مجموعة من الإجراءات والعمليات التي تتم على مصادر المعلومات بهدف تنظيمها وتيسير التعرف عليها، والوصول إليها داخل مؤسسة المعلومات، ومن أهم أمثلتها:

  • التصنيف 
  • التكشيف والاستخلاص
  • الفهرسة 


٣- مؤسسات المعلومات

هي المؤسسات التي تهتم بتجهيز المعلومات وتقديمها الى المجتمع بطرق ووسائل متنوعة، وتنقسم إلى ٦ أنواع:


  1. المكتبات بأنواعها المختلفة
  2. مراكز المعلومات
  3. مراكز تحليل المعلومات
  4. بنوك المعلومات
  5. شبكات المعلومات
  6. مراكز التوثيق الإعلامية


٤- مصادر المعلومات

هي الوسائل أو الوسائط التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات والحقائق، ومن أهم أمثلتها:


  • الكتب
  • الدوريات (المجلات)
  • الموسوعات
  • المخطوطات
  • الأطالس
  • المعاجم العلمية
  • والكثير من الأنواع الأخرى.

الخاتمة

يعيش العالم الآن ما يسمي بعصر إنفجار المعلومات حيث شهد العالم في السنوات الأخيرة إنفجارا كبيرا في كمية البيانات والمعلومات، وخاصة البيانات والمعلومات الرقمية المتاحة عبر الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت، ومختلف قنوات التواصل، ومن ثم زاد إهتمام العالم كله بعلم المكتبات والمعلومات وبكيفية الإستفادة من المعلومات الضخمة المتحصل عليها، وذلك في سبيل تحسين حياة الإنسان ونمو وتطور المجتمعات، حتي أصبح من يمتلك القوة ليس من يمتلك السلاح ولكن من يمتلك المعلومات.

تعليقات